كتاب لمحات في الثقافة الإسلامية

يجب أن تربى عليه نفوس المؤمنين ليثبتوا على إيمانهم واثقين بنصر الله الذي يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} 1.
والله تبارك وتعالى هو ولي المؤمنين الذين تشرق أرواحهم بنور الإيمان، فتشف وتشع بالخير والإحسان، وتنكشف لهم حقائق الأشياء، وتتضح أمامهم معالم الطريق، فلا ينحرفون ولا يضلون، وتتلاشى من حياتهم ظلمات التيه والشرود، والمذلة والهوان، والشك والقلق، والرياء والنفاق.. تلك الظلمات الكثيفة التي تتجمع في حياة الأمم عندما تنحرف عن منهج العقيدة وتحتكم لغير منهج الله وفي ذلك يقول عز وجل:
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} 2.
__________
1 محمد: "7".
2 البقرة: "257".
عقيدة التوحيد في مواجهة الجاهلية:
1- لقد مرت البشرية قبل دعوة الإسلام بتجارب كثيرة، شهد معها تاريخ الإنسانية صورًا من الصراع تجاوز حدود الجدال الفكري، والحوار الكلامي، إلى معارك طاحنة، أريقت فيها الدماء، وتناثرت الأشلاء، وكانت المجتمعات الإنسانية في قبضة هذه الجاهليات المتحاربة، وفي ظل طغيانها الشرس تعاني من سطوة الغالب مثل ما كانت تعاني من سطوة المغلوب، وما تكاد تخرج من عثرة حتى تقع بأخرى، فمقامها أبدًا

الصفحة 325