كتاب لمحات في الثقافة الإسلامية

قال تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} 1.
ويقول تبارك وتعالى:
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 2.
ولا شك أن كل رسالة سماوية بعث بها رسول كريم من رسل الله الأخيار عليهم السلام، كانت تواجه لونًا من الجاهلية، يحمل أوزارها ويوقد نارها طغاة أشرار، يجحدون الحق وهم يعرفونه؛ ضمانًا لاستمرار استعبادهم للناس، أو إيثارًا لموروثات فاسدة قلدوا بها من سبقهم، أو امتيازات كانت بأيديهم وهم يخشون أن تنزع منهم.
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} 3.
3- إن كل رسالة سبقت رسالة الإسلام كانت خاصة بقوم، وكانت تواجه جاهلية محدودة بزمان ومكان، وتنسخ إحداهما الأخرى بأمر من الله، وحين جاءت رسالة الإسلام بعمومها وشمولها وخلودها، نسخت كل ما عداها، وكانت الفرقان الأخير بين الحق والباطل والهدى والضلال، ومن أولى خصائصها: أنها صالحة لكل زمانٍ
__________
1 الروم: "30".
2 آل عمران: "85".
3 النمل: "14".

الصفحة 329