كتاب لمحات في الثقافة الإسلامية

العقيدة والإنسان الإنسان بين الهداية والغواية:
1- من طبيعة هذا الإنسان أن يحس بالسعادة والشقاء إحساسًا تشترك فيه الأبدان والأرواح على السواء.. تلك حكمة الله في خلق هذا الإنسان الذي كرَّمه الخالق الحكيم، حين خلقه في أحسن تقويم، بدأ خلقه من طين الأرض، ونفخ فيه من روحه وميَّزه على سائر المخلوقات بخصائص تَجِلُّ عن الحصر، ونعم لا يحصيها العد، وجعله خليفة في الأرض، وحمَّله أمانة إعمارها وإصلاحها، وحدَّدَ له فيها أجلًا لا يزيد ولا ينقص، ثم يرجع بعد ذلك في اليوم الموعود إلى الله، خالقه ورازقه ومفيض النعم عليه، حيث يلقى جزاء ما عمل، ويصير إما إلى السعادة الخالدة، أو شقاء الأبد.
قال تعالى:
{ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ

الصفحة 331