كتاب اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب
من مولود يولد إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخا إلا ابن مريم وأمه» (¬1).
فالاستعاذة إنما تكون بالله - جل وعلا -، وأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وكلماته التامة، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر.
وأكثر ما ورد في القرآن الاستعاذة باسمه - تعالى. «الله».
قال الله - تعالى-: {فَإِذَا قَرَاتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (¬2)
وقال - تعالى-: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمُ} (¬3).
وقال - تعالى-: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (¬4)
وقال- تعالى-: {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} (¬5)
وقال موسى - عليه السلام - فيما ذكر الله عنه: {أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ
¬_________
(¬1) أخرجه- مسلم- في الضائل- باب فضائل عيسى - عليه السلام - حديث 2366، وأحمد 233:2.
(¬2) سورة النحل، الآية: 98.
(¬3) سورة الأعراف، الآية: 200.
(¬4) سورة فصلت، الآية: 36.
(¬5) سورة غافر، الآية: 56.
الصفحة 23
464