كتاب اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
الحمد لله الذي أمر بالاستعاذة عند قراءة القرآن، فقال- عز وجل {فَإِذَا قَرَاتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (¬1). والحمد لله الذي افتتح كتابه بالحمد فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وحمد نفسه على إنزاله، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} (¬2). وافتتح سوره سورة سورة بقوله- تعالى- {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} سوى سورة براءة، لما له في ذلك من الحكمة {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} (¬3).
أحمده-تعالى - على أن هدانا للإسلام، وخصنا بالقرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس.
فلك الحمد ربي بالإيمان، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بإرسال محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام، ولك الحمد على نعمك التي لا تحصى على الدوام.
ولك الحمد على أن وفقت خلاصة من العباد، نذروا أنفسهم وأوقاتهم لخدمة هذا القرآن حفظًا وتجويدًا، وتعلمًا وتعليمًا، ودراسة
¬_________
(¬1) سورة النحل، الآية: 98.
(¬2) سورة الكهف: الآية: 1.
(¬3) سورة الزخرف، الآية: 84.

الصفحة 3