كتاب اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب
الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} (¬1).
وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (¬2).
وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (¬3)، وقال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (¬4).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة» متفق عليه (¬5).
ولهذا يقال: الرحمن والرحيم والحكيم من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن، أو من أسماء الرحيم أو من أسماء الحكيم.
وقد يأتي لفظ الجلالة «الله» تابعًا لغيره من الأسماء، كما في قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
¬_________
(¬1) سورة الحشر، الآية: 22 - 24.
(¬2) سورة الأعراف، الآية: 180.
(¬3) سورة الإسراء، الآية: 110.
(¬4) سورة طه، الآية: 8.
(¬5) أخرجه البخاري - في الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحد - حديث 6410، ومسلم - في الذكر - باب في أسماء الله - تعالى، وفضل من أحصاها - حديث 2677، وانظر: «تفسير ابن كثير» 1: 40.