كتاب كتاب فيه لغات القرآن

ذَهَبَ يَذْهَبُ، لا تقولُ فيه: أنت تِذْهَبُ، ولا: أنت تِقْرَأُ؛ لأن «فَعَلَ» منه مفتوحٌ.
وزَعَم الكِسَائِيُّ أنه سمع بعضَ بني دُبَيْرٍ (¬1) من أَسَدٍ يقولون: أنت تِلْحَنُ، وتِذْهَبُ. وإنما استَجَازوا ذلك؛ لأنهم كثيرًا يقولون في لَجَاتُ: لَجِئْتُ، فيَكسِرون العينَ في «فَعِلْتُ»؛ لِفَتْحِهم إياها في «يَفْعَلُ» (¬2)، يقولون: هَزِئْتُ، وهَزَاتُ، وبَرِئْتُ، وبَرَاتُ من الوَجَعِ.
* (¬3) ورَبِيعةُ بنُ نِزَارٍ يُخَفِّفون «مَلِك»، فيقولون: مَلْك (¬4).
وقال الأَعْشى:
فَقَالَ لِلْمَلْكِ: سَرِّحْ مِنْهُمُ مِائَةً ... رِسْلًا مِنَ الْقَوْلِ مَخْفُوضًا وَمَا رَفَعَا (¬5)
وقال أبو النَّجْمِ:
تَمَشِّيَ الْمَلْكِ عَلَيْهِ حُلَلُهْ
* و «الصِّرَاطُ» فيه لغاتٌ أربعُ: فاللغةُ الجيِّدةُ لغةُ قُريْشٍ الأُولَى التي
¬__________
(¬1) في النسخة: «زُييْرٍ».
(¬2) في النسخة: «يَفْعِلُ».
(¬3) من هاهنا إلى آخر بيت أبي النجم الآتي تقدَّم في النسخة المعارض بها، فجاء بعد قوله آنفًا: «عن يحيى بن وثاب أنه قرأ ... بغير ألف»، وهو أليق به، فكُتب هاهنا على أوله: «لا» وعلى آخره: «إلى»، وأمامه في الحاشية: «مُعَادٌ»، وأُلحق هناك في موضعه بتمامه في الحاشية.
(¬4) في النسخة: «يُخَفّفُونَ مَلْكٍ، فيَقُولُوْنَ: مَلْكِ».
(¬5) في النسخة: «رَفِعا»، وفي موضعها المتقدِّم الملحق في الحاشية كما أثبت.

الصفحة 9