كتاب المطرب من أشعار أهل المغرب

وقال:
أكْثَرْتَ هَجري غير أنّك ربّما ... عطفْتك أحيانا علّى أمورُ
فكأنّما زمنُ التَّهاجُر بيننا ... ليلٌ وساعاتُ الوصالِ بدُور
وقال:
حكَّمَه في مُهجتي حُسْنُه ... فظلَّ لا يَعدِلُ في حُكْمه
أفْدِيه ما ينفعكُّ لي ظالما ... يا رَبّ لا يُجْزَي على ظُلْمِه
وله في جارية تسمى بوداد، وقد سافر عنها إلى تفقد بعض البلاد:
اشرِب الكأسَ في وِدَادِ ودادِكْ ... وتأنَّس بذكرها في انفِراِدكْ
قَمرٌ غاب عن جُفونك مَرْآ ... هُ وسُكناهُ في سَواِد فُؤادك
وقال من أبيات في فتاة يوم وداعها، عند تفطر كبده وانصداعها:
ولمّا التقينا للودَاعِ غُدَيَّةً ... وقد خَفَقَت في ساحة القصب راياتُ
بكينَا دماً حتى كأنّ عُيونَنَا ... لجرى الدّموع الحُمر منها جراحاتُ
من هذا الباب قول الآخر:
بكيت دماً حتّى لقد قال قائلٌ ... أهذا الفتى من جفن عينيه يرعفُ

الصفحة 18