كتاب المطرب من أشعار أهل المغرب

وسألته عن مولده، فقال: ولدت في شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وتوفي رضي الله عنه شهيداً من داء البطن ليلة الخميس آخر الليل. ودفن ظهر يوم الخمسي الخامس والعشرين من شعبان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وهو على أحكامه وإعزازه وإكرامه.
فمن شعر الأديب أبي الطيب أحمد بن الحسين بسندنا المتقدم إليه، رحمة الله علينا وعليه، فمن ذلكم في النسيب:
متى طلَعت تلك الأهلَّة في الخُمْر ... ونابَتْ لنا العيونُ عن الخَمْرِ
ومن علَّم الأعجاز تَستعجزُ النّقا ... وهذى الثنايا الزُّهْر تَسطو على الدُّرّ
شُموسٌ أبت إلا الشِّماس سجّييةً ... وأقمارُ حسن في الهوى قَمَرتْ صَبْري
تذكّرتُ، والتّذكارُ من مَرَ الأسى ... ليَالينَا بين الرُّصَافِة والجسر
لياليَ لا دَمعي يُبدَّد بالَّنأْي ... ولا سِنَتَي مما تُرَوَّع بالهجر
ومنها في صفة القصيدة:
ودونكَما غرَّاَء قامت لخاطري ... وإن لم تَلُمْه حين قَصَّر بالعُذر
خَفَضْتُ بها الأشعارَ حتَّى كأنها ... وإن رفَعتني الآن من أحرُف الجرّ
قال ذو النسبين، رضي الله عنه: وذهذ الرائية من شعره عند العلماء بنقد الشعر وسره، أحسن من رائية علي بن الجهم التي أولها:
عيون المها بين الرُّصافة والجسر ... جَلَبْن الهوى من حيثُ أدري ولا أدري

الصفحة 45