كتاب المطرب من أشعار أهل المغرب

قال ذو النسبين، رضي لله عنه،: ووقاء السلطان تميم مشهور، وعلم ذكره بذلك منشور. حدثنا غير واحد من شيوخنا، رحمهم الله، ومنهم الفقيه المحدث المفيد المقرئ اللغوي النحوي أبو بكر محمد بن خير، بمسجده بإشبيلية سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، قال: حدثنا الفقيه القاضي المقرئ الخطيب أبو الحسن شريح ابن محمد بن شريح، قال: أنبأنا حافظ الأندلس الفقيه العالم أبو محمد علي بن أحمد بان سعيد بن حزم في كتابه إلينا، قال: حدثنا أبو البركات محمد بن عبد الواحد الزبيدي من ولد عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا أبو علي حسين بن الأشكري المصري، قال: كنت من جلاس تميم بن أبي تميم، وممن يخف عليه جداً، قال: فأرسل إلى بغداد، فابتيعت له جارية رائعة فائقة الغناء، فلما وصلت
إليه دعا جلساءه، قال: فكنت فيهم، ثم مدت الستارة، وأمرها بالغناء، فغنت:
وبدَا له من بعد ما أندَمَل الهوى ... برق تألَّق مَوهناً لمعانُه
يبدوُ كحاشية الرّداء ودونَه ... صعْبُ الذُّرى ممتنِّع أركانُه
فالنّار ما اشتملت عليه ضلوعُه ... والماءُ ما سمحت أجفانُه

الصفحة 62