كتاب من أسرار التنزيل

الفصل السادس: فى فضل المؤمن
اعلم أن الله سمى المؤمنين ثالث نفسه فى عشرة مواضع:
فى المراقبة، والولاية، والموالاة، والصلاه، والعزة، والطاعة، والمشاقة، والأذى، والالتجاء، والشهادة
* * *
المقام الأول فى المراقبة:
ويدل عليه قوله تعالى: (قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).
هدد المذنبين برؤية المؤمنين أعمالهم، كما هددهم برؤية نفسه، [ورؤية رسوله] وفيه لطائف:
الأول: روى أن عمر رضى الله عنه خرج ليلة، فسمع امرأة تقول لابنتها: يا ابنتاه قومى فامزجى اللبن بالماء. فقالت ابنتها: أوليس قد نهانا عن ذلك أمير المؤمنين؟ قالت: لا يرانا أمير المؤمين. قالت: أفلا يرانا رب العالمين؟ فلما سمع عمر ذلك خطبها فى الغد لابنه، فكان عمر بن عبد العزيز من خير حفدتها.
الثانية: امرأة شاطرة كانت بمكة، قالت لا أبرح حتى أفتن طاووس اليمانى وكان رجلاً جميلاً فعرضت نفسها عليه مراراً حتى ظنت أنها تعجبه، فقال طاووس: أحضرى الليلة، فجاء بها إلى المقام فقال لها: اضطجعى هنا. فقالت: سبحان الله إلا يرانا الناس؟ فقال طاووس: أليس يرانا الله فى كل مكان فتابت.

الصفحة 116