كتاب من أسرار التنزيل

فلهذا السبب استحب السلف أن يلقنوا المحتضر هذه الكلمة. قال عليه السلام : "لقنوا موتاكم ".
فإن الإنسان عند القرب من الموت تموت شهواته ، ويحصل له نور اليقين ، فصارت هذه الكلمة مقبولة منه.
وأما الأول وهو الذى يروض نفسه ، فقد فتح الله له روزنه إلى الغيب ، فركبته أهوال سلطان الجلال ، فينطق بها عن القلب الصافى ، فهو بالمغفرة أولى.
وعن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات ورب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين : قالوا يارسول الله ، فكيف هى للحى قال : هى أجود وأجود ).
وكان أهل البيت يسمون هذه الكلمات : كلمات الفرج. فيتكلمون بها فى النوائب والشدائد فيجيئهم الفرج وفيه زيادة : "لا إله إلا الله العلى العظيم ".
وعن مكحول : أن كلمات الفرج : "لا إله إلا الله العلى العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ".
وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أعلمك كلمات إذا قالتها غفرت لك ذنوبك ، وإن كانت مثل عدد الذر من الخطايا : لا إله إلا الله العلى العظيم ، سبحان الله رب السموات ورب العرش العظيم ، الحمد لله رب العلمين).
فصل
قال جعفر بن محمد الصادق : عجبت لمن أبتلى بأربع كيف يغفل عن أربع :
عجبت لمن أعجب بأمر كيف لا يقول : ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ). وإنه تعالى يقول : (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ) .

الصفحة 136