كتاب من أسرار التنزيل

ولما كانت معرفة الخلق بهذه الأمور الظاهرة الجليلة بلغت حداً من الصعوبة إلى هذا الحد فما ظنك بمعرفتهم بمن تقدس عن مناسبات العقول والأفكار ، وتنزه عن مشابهات الخيلات والأنظار.
* * *
الحجة الثالثة :
العقل لا يتصرف إلا فيما يكون فى زمان أو مكان ، لأن كل ما أدركه فإنه يدركه فى الماضى أو فى المستقبل أو فى الحال ، وكل ذلك تحت الزمان ، وكل ما يتصوره فإنه إنما يتصوره إما هاهنا أو هناك ، وكل ذلك بحسب المكان ، وإذا قلت : الحق سبحانه بخلاف هذه الأشياء فمعرفته هذه المعرفة ليس إلا نفى ما عرفته وتصورته. فالحاصل فيه نفى غير الحق ، ونفى غير الحق لا يكون هو عين وجدان الحق.
" تم الكتاب بحمد الله تعالى "

الصفحة 142