كتاب من أسرار التنزيل

الأول: قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ). فهذه الآية صريحة فى أن النجاة لا تحصل بدون الإيمان بلا إله إلا الله، وتحصل مع الإيمان بلا إله إلا الله.
والثانى: قوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ).
النجاة قول الإله إلا الله.
وأماالأخبار فيدل عليه الأخبار التى ذكرناها فى الفصل الثانى، ونزيد هاهنا أخبارأخرى:
أحدها ماروى جابر بن عبد الله أنه قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموحدين فقال" من لقى الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقى الله يشرك به شيئاً دخل النار ":
وثانيها: عن أبى سعيد الخدرى قال: قال صلى الله عليه وسلم "لقنوا موتاكم شهادة لا إله إلاالله".
وثالثها: (رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَقِيلًا فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا فُلَانٍ لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلَانٍ قَالَ لَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا مَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلَّا الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا هِيَ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ طَلْحَةُ صَدَقْتَ هِيَ وَاللَّهِ هِيَ).
وربعها: روى أبو أمامة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ينادى فى الناس: "من شهدأن لا إله إلا الله دخل الجنة"

الصفحة 81