كتاب من أسرار التنزيل

الاسم الثامن عشر " السديد " :
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).
قيل فى تفسيره : للفعيل قد يكون بمعنى الفاعل ، كالسميع بمعنى السامع ، وقد يكون بمعنى المفعول ، كالقتيل بمعنى المقتول ، والجريح بمعنى المجروح فإذا جعلته بمعنى الفاعل كان معناه : أنه يسد على صاحبه أبواب جهنم. وإذا حملته على معنى المفعول كان معناه : أنه يسد عن أن يضيره شئ من الذنوب.
وأيضاً فان ذى القرنين بنى السد دفعا لضرر يأجوج ومأجوج ، والله تعالى جعل الإيمان سد ضرر الشياطين من الجن والإنس.
* * *
الاسم التاسع عشر "البر " :
قال الله تعالى : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ).
والإشارة فى الآية : أن من كان مشتغلا بجميع الجوانب والجهات لم يكن صاحب البر ، إنما صاحب البر هو الذى يتوجه إلى صاحب الكعبة (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا).
فقوله : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ). إشارة إلى الكثرة والقول بالشركاء ، وقوله : (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) إشارة إلى التوحيد فصار معناه هو المفهوم من قول لا إله إلا الله .

الصفحة 86