كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية

ونشرها وإشاعة نسخها من غير تصرف فيها ولو كانت مكررة، والحرص على مقابلتها، وجَمْع الأشباه والنظائر في مكان واحد، ويشير إلى الشيخ أبي عبد الله -أي ابن رُشَيِّق- فيوصي بالاحتفاظ به وتزويده من المال كفايته وبذل الأموال الكثيرة لهذا المطلب؛ لأنه قليل ذات اليد حتى يتم له هذا الأمر، ويوصيهم بالتصحيح والمقابلة، ومراجعة رؤوس تلامذة الشيخ مثل: ابن القيم، والمزي، وشرف الدين بن عبد اللّه، في كلام طويل نحو خمس صفحات من ص ٨٧: من "الجامع لسيرة شيخ الإِسلام" ثم ختمه بقوله:
"ووالله -إن شاء الله- ليقيمن الله سبحانه لنصر هذا الكلام ونشره، وتدوينه وتفهمه، واستخراج مقاصده، واستحسان غرائبه وعجائبه، رجالًا هم إلى الآن في أصلاب آبائهم ... " انتهى.
وقد بَرَّت يمين ابن مُرِّي -بحمد الله ومنته- فقام الشيخ عبد الرحمن بن قاسم المتوفى سنة ١٣٩٢ رحمه الله تعالى بمساعدة ابنه محمَّد المتوفى سنة ١٤٢١ - رحمه الله تعالى- بعد نحو ستة قرون بهذه المهمة الجليلة في: "مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية".
وقد ذكر ابن قاسم أن هذا الجهد هو بدءٌ، ويستحث همم العلماء لإكماله فيقول في مقدمة: "المجموع: أ/ د":
"ولعظيم النفع بفتاويه، والثقة منها، واعتماد مبتغي الصواب عليها، فتشت عن مختصراتها في بعض مكتبات نجد والحجاز والشام وغيرها، فجمعت منها أكثر من ثلاثين مجلدًا ورتبتها: وهو بدءٌ. وإلا فعسى الله -سبحانه- أن يقيض لفتاويه من يجمعها من

الصفحة 100