كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية

وادّعى النصراني الإسلام، ثم قُتِلَ في طريقه إِلى الحجاز، قتله ابن أخيه.
وعلى إِثر هذه الواقعة أَلَّفَ شيخ الإسلام: "الصارم المسلول على شاتمِ الرسول" فانظر إلى آثار رحمة الله. ويُستفاد من هذا أَن المُحتسب إِذا نصح بأَمر، فلم يقبل منه، وناله في سبيله بعض الأذى فليحتمل ذلك بنفس رضيَّة، ولن يخلو قيامه بالحق من أَثر بإِحسان.
وقد نفع الله أهل الإسلام بهذا الكتاب وكسر به المرجئة ونصر به السنة والحمد لله، وما أحوج المسلمين اليوم إلى مدارسة هذا الكتاب وتنفيذ العقوبات الصارمة لكل من يسب الله -عز شأنه- أو رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو الإِسلام وقد كثر ذلك -والعياذ بالله- في هذا العصر، وظهر بأشكال مختلفة، ولن يردع الفجار إِلا تنفيذ شرع الرحمن وذلك هو الإِيمان المأمور به، وهو النصر المشروط في قوله سبحانه: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (٧)}.

السَّجْنَة الثانية: في القاهرة لمدة عام وستة شهور من يوم الجمعة ٢٦ رمضان ٧٠٥ سُجن في برجٍ أَيامًا، ثم نُقِلَ إِلى الجُبِّ بقلعة الجبل ليلة العيد ١ شوال ٧٠٥ ومعه أخواه الشرف عبد الله والزين عبد الرحمن، واستمر إِلى يوم الجمعة ٢٣ ربيع الأول ٧٠٧. وكان خادمه وتلميذه إِبراهيم الغياني من المرافقين له في سفره هذا إلى مصر.
وسببها: ما ذكره ابن كثير في حوادث سنة ٧٠٥ في المجلس الثالث فلينظر بطوله.

الصفحة 33