كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية

أَما أبو اليسر عابدين فقد جَهَّل نفسه كما تراه في: "المقدمة الرابعة".
وإحراق كتبه داء قديم طالما فعله أعداؤه أعداء الكتاب والسنة، قال المقريزي المتوفى سنة ٨٤٥ - رحمه الله تعالى- في: "المقفى الكبير": "وأكثر ما يوجد منها الآن بأيدي الناس قليل من كثير، فإنّه أحْرِقَ منها شيء كثير، ولا حول ولا قوة إلا بالله" انتهى.
ومضى في أول "المدخل الثالث" مُثُلٌ من -استعداء علماء السوء للسلطة الظالمة عليها، ومن آثار ذلك أيضًا ما ذكره ابن حامد في رسالته لابن رُشَيِّق كما في: "العقود الدرية": "سبق الوعد الكريم منكم بإنفاذ فهرست مصنفات الشيخ -رضي الله عنه- وتأخر ذلك عني اعتقدت أن الإضراب عن ذلك نوع تقية أو لعذر لا يسعني السؤال عنه، فسكتُّ عن الطلب خشية أن يلحق أحدًا ضرر -والعياذ بالله- بسببي؛ لما كان قد اشتهر من تلك الأحوال ... " انتهى.
وهؤلاء وأولئك مجاهرون بالعداوة معلنون لها فلا تخفى حالهم -وعليهم من الله ما يستحقون-.
لكن الجُناة: هم المستخْفُون الذين يقولون: قال شيخ الإِسلام، وهم يميلون به عن الحق الذي قاله ميلًا عظيمًا، هم الذين يحرفون كلامه، وقد عانى شيخ الإِسلام من خصومه شيئًا من ذلك في حياته، كما في كتابه: "الرد على الإخنائي: ص/١٣" إذ قال: "وكان ينبغي أن يذكر لفظ المجيب بعينه، ويبين ما فيه من الفساد، وإِن ذكر معناه فيسلك سبيل الهدى والسنة، فأما أن يذكر

الصفحة 83