كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية

المدخل السادس أُمنية العلماء بجمعها والمجاميع لها
العلماء الذين لآثارهم قدم صدق في الأُمة، يحفها إخوانهم واللاحقون بهم بالعناية بها والدلالة عليها؛ ولهذا قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في مقدمة: "إعلام الموقعين": إن فتاوى حبر الأُمة ابن عباس -رضي الله عنهما- لو جمعت لكانت ثلاثين مجلدًا.
ومن هذا الباب اشتغال تلاميذ الإِمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى- بجمع مسائله، حتى جاء تلميذ تلامذته الخلال فجمعها في ثلاثين مجلدًا باسم: "الجامع لمسائل الإِمام أحمد" كما بينت ذلك مفصلًا في "المدخل المفصل".
وشيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- قد نهض تلامذته فمن بعدهم إلى يومنا هذا بجمع آثاره وإِعدادها بمجاميع لها، فإنَّ له -رحمه الله تعالى- في المسألة الواحدة مؤلفات كثيرة، وقواعد، وأَجوبة، إِذا اجتمعت بلغت مجلدات كثيرة كما نبه على ذلك تلميذه ابن عبد الهادي في: "العقود الدرية: ص/ ٢٧ - ٤٨".
منها: في مسألة القرآن، وفي الرد على منكري المعاد. وفي فروع الفقه، وفي زيارة القبور وفي شد الرحال إليها، وفي الطلاق والخلع نحو عشرين مجلدًا، وفي مسألة العلو مجلدات كثيرة.

الصفحة 97