كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

فصل

ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: منزلة الخُلُق.
قال الله تعالى لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤].
قال ابنُ عبّاسٍ ومجاهدٌ: لعلى دينٍ عظيمٍ، لا دينَ أحبُّ إليّ ولا أرضى عندي منه، وهو دين الإسلام (¬١).
وقال الحسن: هو آداب القرآن (¬٢).
وقال قتادة: هو ما كان يأتمر به من أمرِ الله، وينتهي عنه من نهيِ الله (¬٣). والمعنى: إنّك لعلى الخُلق الذي آثرك الله به في القرآن.
وفي «الصّحيحين» (¬٤): أنّ هشام بن حكيمٍ سأل عائشة - رضي الله عنها - عن خُلُق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: كان خُلُقُه القرآن، فقال: لقد هممتُ أن أقومَ فلا أسألَ شيئًا.
وقد جمع الله له مكارم الأخلاق في قوله: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: ١٩٩].
---------------
(¬١) «تفسير البغوي» (٤/ ٣٧٥). والمؤلف صادر عنه. وانظر: «تفسير الطبري» (٢٣/ ١٥٠)، و «تفسير القرطبي» (١٨/ ٢٢٧).
(¬٢) «تفسير البغوي» (٤/ ٣٧٥).
(¬٣) المصدر السابق. وانظر: «تفسير القرطبي» (١٨/ ٢٢٧).
(¬٤) أخرجه مسلم (٧٤٦) فقط. والسائل سعد بن هشام بن عامر، لا هشام بن حكيم.

الصفحة 24