كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

خُلُقِه، كما قيل (¬١):
إنّ التّخلُّق يأتي (¬٢) دونَه الخُلُقُ
وقال الآخر (¬٣):
يُراد من القلب نِسيانُكم ... وتأبى الطِّباعُ على النّاقل

فمتكلِّفُ ما ليس من نعتِه ولا شِيمتِه يرجع إلى شيمته ونعته وسجيّته, فذاك الذي يرجع إليه هو الخلق.

قال (¬٤): (واجتمعتْ كلمةُ النّاطقين في هذا العلم: أنّ التّصوُّف هو الخلق, وجِماعُ الكلامِ فيه يدور على قطبٍ واحدٍ, وهو بذلُ المعروف وكفُّ الأذى).
قلت: من النّاس من يجعلها ثلاثةً: كفُّ الأذى، واحتمال الأذى، وإيجاد الرّاحة.
ومنهم من يجعلها اثنين كما قال الشّيخ - رحمه الله -: بذلُ المعروف، وكفُّ الأذى.
ومنهم من يردُّها إلى واحدٍ, وهو بذل المعروف. والكلُّ صحيحٌ.
---------------
(¬١) شطر بيت لسالم بن وابصة في «الحماسة» (١/ ٣٥٩) و «البيان والتبيين» (١/ ٢٣٣) و «نوادر أبي زيد» (ص ١٨١)، وللعرجي في «الحيوان» (٣/ ١٢٨) و «الشعر والشعراء» (٢/ ٥٧٥) و «العقد الفريد» (٣/ ٣).
(¬٢) في النسخ: «يأبى»، تصحيف.
(¬٣) هو المتنبي، والبيت في «ديوانه» (٣/ ١٥٣) بشرح البرقوقي.
(¬٤) «المنازل» (ص ٤٥).

الصفحة 48