كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

ومتابعتهم لنبيِّهم، فهم كما قيل (¬١):
مَن لي بمثل سَيْرِك المدلَّلِ ... تَمشي رُويدًا وتَجِيْ في الأوَّل

والمنحرفون عن طريقته (¬٢) إذا قامتْ بهم أعمالُهم واجتهاداتُهم قعدَ بهم عدولُهم عن طريقه.
فهُمْ في السُّرى لم يَبْرَحُوا من مكانِهم ... وما ظَعَنوا في السَّيرِ عنه وقد كَلُّوا (¬٣)

قوله: (ويُبصِّر غايةَ الجدِّ).
الجدُّ: الاجتهاد والتّشمير، والغاية: النِّهاية. يريد أنّ صفاء العلم يَهدي صاحبَه إلى الغاية المقصودة بالاجتهاد والتّشمير، فإنّ كثيرًا من السّالكين بل أكثرهم سالكٌ بجدِّه واجتهاده، غير متنبِّه (¬٤) إلى المقصود.
وأضرب لك في هذا مثالًا (¬٥) حسنًا جدًّا، وهو: أنّ قومًا قَدِموا من بلادٍ بعيدةٍ عليهم أنس (¬٦) النّعيم والبهجة والملابس السّنيّة والهيئة المُعجِبة (¬٧)،
---------------
(¬١) تقدم الرجز (ص ٣٦٦). وقد أنشده شيخ الإسلام كما في «الرد الوافر» (ص ٨٥)، و «المنهل الصافي» (١/ ٥٣)، والمؤلف في «مفتاح دار السعادة» (١/ ٢٢٧)، و «طريق الهجرتين» (٢/ ٥٠٤).
(¬٢) ت، ر: «طريقه».
(¬٣) البيت لابن الفارض، وقد تقدم (ص ٥٣٠).
(¬٤) ر: «منتبه».
(¬٥) ر: «مثلا».
(¬٦) ر: «أثر».
(¬٧) ر: «العجيبة».

الصفحة 570