كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)
المسيح كان يقول: على قدر ما تتعبون ههنا (¬١) تستريحون هنالك، وعلى قدر ما تستريحون ههنا تتعبون هنالك.
فالعالِمُ يحذِّرك ويمنعك الوقوف حتّى تبلغ المأمَن، وعارِفُ الملاحدةِ يُريحك (¬٢) مِن كدِّ السير (¬٣) ومؤنة السّفر، حتّى تؤخَذ في الطّريق.
فصل
قال (¬٤): (الدّرجة الثّالثة: سرورُ سماع الإجابة، وهو سرورٌ يمحو آثار الوَحْشة، ويقرع بابَ المشاهدة، ويُضحِك الرُّوح).
قيّد الشّيخُ السّماع بكونه سماع إجابةٍ (¬٥)، فإنّه السّماعُ المنتفَعُ به، لا مجرّد سماع الإدراك، فإنّه مشتركٌ بين المجيب والمعرض، وبه تقومُ الحجّةُ وينقطع العذر. ولهذا قال (¬٦) أصحابُه: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: ٩٣].
و (¬٧) قال النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لليهوديِّ الذي سأله عن أمورٍ من الغيب: «ينفعك إن
---------------
(¬١) د: «هنا».
(¬٢) ط: «يوهمك الراحة»
(¬٣) ر: «المسير».
(¬٤) «المنازل» (ص ٨٥).
(¬٥) د: «الإجابة».
(¬٦) ط: «قال الله عن».
(¬٧) في هامش د لحق: «ولهذا» مصححًا عليها.