كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

العبدَ التّقيَّ الغنيَّ الخفيّ» (¬١).
وقد يريد به قولَه - صلى الله عليه وسلم -: «ربّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب لا يُؤبَه له، لو أقسم على الله لأبَرّه» (¬٢).
وقولَه في الحديث الآخر وقد مرّ به رجلٌ فقال: ما تقولون في هذا؟ فقالوا: هذا حريٌّ إن شفَع أن يُشَفّع، وإن خطَب أن يُنكَح، وإن قال أن يُسمع لقوله. ثمّ مرّ به آخر فقال: ما تقولون في هذا؟ فقالوا: هذا حريٌّ إن شفَع ألّا يُشفّع، وإن خطَب: أن لا يُنكَح، وإن قال: لم (¬٣) يُسمع لقوله. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «هذا خيرٌ مِن ملء الأرض مِثل هذا» (¬٤).
فصل
قال (¬٥): (وهم على ثلاث (¬٦) طبقاتٍ، الطّبقة الأولى: طائفةٌ علَت هممُهم، وصفَت قصودُهم، وصحّ سلوكُهم، ولم يوقَف لهم على رسمٍ، ولم يُنسبوا إلى اسمٍ، ولم تُشِرْ إليهم الأصابع (¬٧). أولئك ذخائر الله حيث كانوا).
ذكر لهم ثلاثَ صفاتٍ ثبوتيَّةٍ، وثلاثًا (¬٨) سلبيّةً.
---------------
(¬١) أخرجه مسلم (٢٩٦٥).
(¬٢) أخرجه مسلم (٢٦٢٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬٣) ت، ر: «أن لا».
(¬٤) أخرجه البخاري (٥٠٩١) من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه -.
(¬٥) «المنازل» (ص ٨٥).
(¬٦) د: «وهم ثلاث».
(¬٧) د، ر: «يشر إليهم بالأصابع».
(¬٨) ش، د: «ثلاثة»، ت: «ثلاث».

الصفحة 29