كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)
فصل
ومنها السُّرور.
قال صاحب «المنازل» (¬١): (باب السُّرور، قال الله تعالى: {(٥٧) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا} [يونس: ٥٨]).
تصدير الباب بهذه الآية في غاية الحسن، فإنّ الله (¬٢) تعالى أمر عباده بالفرح بفضله ورحمته، وذلك تبَعٌ للفرح والسُّرور بصاحب الفضل والرّحمة. فإنّ من فرح بما يصل إليه من جوادٍ كريمٍ، محسنٍ، برٍّ= كان فرحُه بمن (¬٣) أوصل ذلك إليه أولى وأحرى.
ونذكر ما في هذه الآية من المعنى. ثمّ نشرح كلام المصنِّف (¬٤).
فقال ابن عبّاسٍ، وقتادة، ومجاهدٌ، والحسن، وغيرهم: فضل الله: الإسلام، ورحمته: القرآن (¬٥).
فجعلوا رحمته أخصّ من فضله، فإنّ (¬٦) فضله الخاصّ عامٌّ على أهل
---------------
(¬١) (ص ٨٤). د: «وقال».
(¬٢) ر: «والله».
(¬٣) سقطت من ش، وهي في ت، ر، ومستدركة بهامش د مصححًا عليها.
(¬٤) ت: «رحمه الله تعالى» وقد التزمها ناسخها في مواضع كثيرة، وتكفي هذه الإشارة عن التنبيه في كل موضع.
(¬٥) أخرجها ابن جرير: (١٢/ ١٩٦) وغيره، ينظر «الدر المنثور»: (٤/ ٣٦٧).
(¬٦) د: «وإن».
الصفحة 3
838