كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)
وبالجملة فالإشارة بالأصابع إلى الرّجل: علامة خيرٍ وشرٍّ، ومورد هلَكَة ونجاة (¬١)، والله الموفِّق.
قوله: (أولئك ذخائر الله حيث كانوا). ذخائرُ الملك: ما يخبِّئه عنده، ويدّخِره (¬٢) لمهمّاته ولا يبذله لكلِّ أحدٍ، وكذلك ذخيرة الرّجل: ما يَدّخِره لحوائجه ومهمّاته.
وهؤلاء لمّا كانوا مستورين عن النّاس بأسبابهم، غيرَ مشارٍ إليهم ولا متميِّزين برسمٍ دون النّاس، ولا منتسبين إلى اسم طريقٍ أو مذهبٍ أو شيخٍ أو زيٍّ= كانوا بمنزلة الذّخائر المخبوءة، وهؤلاء أبعد الخلق عن الآفات، فإنّ الآفات كلّها تحت الرُّسوم والتّقيُّد (¬٣) بها، ولزوم الطُّرق الاصطلاحيّة، والأوضاع المتداولة الحادثة؛ هذه هي التي قطعت أكثر الخلق عن الله، وهم لا يشعرون.
والعجب أنّ أهلها هم المعروفون بالطّلب والإرادة والمسير إلى الله (¬٤). وهم ــ إلّا الواحد بعد الواحد ــ مقطوعون عن الله بتلك (¬٥) الرُّسوم والقيود.
وقد سُئل بعض الأئمّة عن السُّنّة (¬٦)؟ فقال: ما لا اسم له غير (¬٧) السُّنّة،
---------------
(¬١) ر، ت: «هلاكه ونجاته».
(¬٢) كذا في النسخ الأربع، ووقع في م ١، ط: «يذخره» بالذال، وكذا في الموضع بعدها.
(¬٣) ت: «والتعبد».
(¬٤) ر، ط: «والسير»، وقوله: «وهم لا يشعرون .. » إلى هنا ساقط من ت.
(¬٥) د: «إلى»، و «والقيود» ساقطة من ر.
(¬٦) هو الإمام مالك بن أنس، ذكر الخبر ابنُ عبدالبر في «الانتقاء» (ص ٣٥)، وعياض في «ترتيب المدارك»: (١/ ١٧٢).
(¬٧) ت، ر، ط «سوى». وغير محررة في ش، د ويشبه رسمها «عن»، والظاهر ما أثبت.