كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ ... وليتك ترضى والأنامُ غِضابُ
وليتَ الذي بيني وبينَك عامرٌ ... وبيني وبين العالمين خرابُ

وقال الإمام أحمد (¬١): حدّثنا عبد الرّزّاق، أنا سفيان، عن منصورٍ، عن هلال بن يسافٍ قال: كان عيسى عليه الصلاة والسّلام يقول: إذا كان (¬٢) صوم أحدكم فليدهن لحيتَه وليمسح شفتَيه، حتّى يخرج إلى النّاس، فيقولوا (¬٣): ليس بصائمٍ.
ولهذا قال بعضهم: التّصوُّف ترك الدّعاوي، وكتمان المعاني (¬٤).
وسئل الحارث بن أسدٍ عن علامات الصّادق؟ فقال: أن لا يبالي أن يَخرجَ كلّ قدْرٍ له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه، ولا يحبُّ اطِّلاع النّاس على اليسير من عمله (¬٥).
وهذا يُحمد في حالٍ ويذمُّ في حالٍ، ويَحسُن مِن رجلٍ ويَقبُح مِن آخر،
---------------
(¬١) في «الزهد» (ص ٥٧). وأخرجه البيهقي في «الشعب»: (٩/ ١٩٤) من طريق أخرى عن هلال بن يساف، بزيادة في آخره.
(¬٢) ط: «كان يوم».
(¬٣) ر، ط: «فيقولون».
(¬٤) ينظر «مجموع الفتاوى»: (١١/ ١٦)، و «شرح الطريقة المحمدية»: (٢/ ٤٣) للخادمي.
(¬٥) ذكره في «الرسالة القشيرية»: (ص ٤٨٦).

الصفحة 40