كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)
فصل (¬١)
قال صاحب «المنازل» (¬٢): (باب النّفَس، قال الله تعالى: {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ} (¬٣) [الأعراف: ١٤٣]).
وجه إشارته بالآية: أنّ النّفَس يكون بعد مفارقة الحال وانفصاله عن صاحبه، فشبّه الحالَ بالشّيء الذي يأخذ صاحبَه فيغتُّه (¬٤) ويغطُّه، حتّى إذا أقلع عنه تنفّس نفَسًا يستريحُ به ويسترْوِح إليه (¬٥).
قال (¬٦): (وسمِّيَ النّفَسُ نفَسًا، لِترَوُّح المُتنفِّس به).
التنفيس هو: التّرويح، يقال: نفّسَ الله عنك الكرْبَ، أي: أراحَك منه، وفي الحديث الصّحيح: «مَنْ نفّسَ عن مؤمنٍ كُرْبةً مِن كُرَب الدُّنيا نفّسَ الله عنه كُرْبةً مِن كُرَب يوم القيامة» (¬٧).
وهذه الأحرف (¬٨) وهي النُّون والفاء وما يُثلِّثهما تدلُّ حيث وُجِدت على
---------------
(¬١) بعده في ر، ط: «ومنها النفس».
(¬٢) (ص ٨٦).
(¬٣) ر، ط بقية الآية: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ}.
(¬٤) ت: «فيبغته».
(¬٥) ليست في ر، ط.
(¬٦) (ص ٨٦).
(¬٧) أخرجه مسلم (٢٦٩٩) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. وسقط بعض الفقرة مع أكثر الحديث من ت بسبب انتقال النظر.
(¬٨) في ر، ط زيادة: «الثلاثة».