كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

فصل (¬١)
قال شيخ الإسلام (¬٢): (باب الغُرْبة، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ} الآية (¬٣) [هود: ١١٦]).
استشهاده بهذه الآية في هذا الباب يدلُّ على رسوخِه في العلم والمعرفة وفهم القرآن، فإنّ الغُرَباء في العالَم هم أهل هذه الصِّفة المذكورة في الآية، وهم الذين أشار إليهم النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا (¬٤)، فطوبى للغرباء»، قيل: ومَن الغُرباء يا رسول الله؟ قال: «الذين يصلحون إذا فسدَ النّاس» (¬٥).
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن زُهير عن عَمرو بن أبي عَمرٍو مولى المطّلب بن حنطبٍ، عن المطّلب بن حنطبٍ، عن النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «طوبى للغُرَباء»، قالوا: يا رسول الله، مَن الغرباء؟ قال: «الذين يزيدون إذا نقَصَ النّاسُ» (¬٦).
---------------
(¬١) في هامش ش، د: «باب الغربة».
(¬٢) «المنازل» (ص ٨٧).
(¬٣) بقية الآية في ر، و «المنازل».
(¬٤) في ر، ط زيادة: «كما بدأ».
(¬٥) أخرجه مسلم (١٤٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - دون قوله: «قيل: ومن الغرباء ... »، وهذه الزيادة أخرجها أحمد (١٦٦٩٠) من حديث عبد الرحمن بن سَنَّة وإسناده واهٍ، وجاءت أيضًا من حديث سهل بن سعد عند الطبراني في «الأوسط» (٣٠٥٦) و «الصغير» (٢٩٠).
(¬٦) لم أجده في «المسند» المطبوع ولا «فضائل الصحابة». وأخرجه عليُّ بن حُجْر السعدي في حديثه (٣٦٧) من طريق عمرو بن المطلب عن المطلب به.

الصفحة 67