كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

عثمان بن عبد الله، عن سليمان بن هرمز، عن عبد الله بن عمرٍو (¬١) قال: «إنّ أحبَّ شيءٍ إلى الله تعالى الغرباء، قيل: ومن (¬٢) الغرباء؟ قال: الفرَّارون بدينهم، يجتمعون إلى عيسى ابن مريم يوم القيامة» (¬٣).
وفي حديثٍ آخر: «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: ومَن الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يحيون سنّتي ويعلِّمونها النّاس» (¬٤).
وقال نافع بن مالكٍ: دخل عمر بن الخطّاب المسجد، فوجد معاذ بن جبلٍ جالسًا إلى بيت النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي، فقال له عمر: ما يبكيك يا أبا عبد الرّحمن؟ هلك أخوك؟ قال: لا، ولكنّ حديثًا حدّثنيه حِبّي (¬٥) - صلى الله عليه وسلم - وأنا
---------------
(¬١) ت: «عمر» خطأ. وزاد في ط: «عن النبي - صلى الله عليه وسلم -». ولا وجود لها في النسخ ولا مصادر الحديث من هذا الطريق! ولعله رآها في رواية «زوائد الزهد» من طريق سفيان بن وكيع فأقحهما هنا.
(¬٢) لفظ المصدر: «وما»، وسيأتي لاحقًا كذلك.
(¬٣) أخرجه أحمد بهذا الإسناد في «الزهد» (٧٧) موقوفًا على عبد الله بن عمرو. وأخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» (١٤٩) ــ ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (١/ ٢٥) وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (٢/ ٦٠٠) ــ والبيهقي في «الزهد الكبير» (٢٠٤) من طريق سفيان بن وكيع (عند البيهقي زيادة: عن أبيه) عن عبد الله بن رجاء عن ابن جريج عن ابن أبي مُلَيكة عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وإسناد الموقوف أصحُّ.
(¬٤) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١٩٠٥)، والبيهقي في «الزهد» (٢٠٥) من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جدِّه. وإسناده واهٍ، كثير متروك.
(¬٥) ر: «حبيبي».

الصفحة 69