كتاب مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

وإذا نظرتَ إلى أسرّة وجهه ... برقَتْ كبرقِ العارضِ المتهلِّل

وهذا كما يقال: «رَأَسَه» إذا أصاب رأسه، و «بَطَنَه وظَهَرَه» إذا أصاب بطنه وظهره، و «أَمَّه» إذا أصاب أمَّ رأسِه.
وأمّا الاستبشار: فهو استفعالٌ من البُشرى. والبشارة: هي أوّل خبرٍ صادقٍ سارٍّ (¬١).
والبشرى يراد بها أمران. أحدهما: بشارة المخبر. والثّاني: سرور المخبر. قال الله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: ٦٤]. فُسِّرت البشرى بهذا وهذا. ففي حديث عُبادة بن الصّامت وأبي الدّرداء - رضي الله عنهما -، عن النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «هي الرُّؤيا الصّالحة يراها المسلم، أو تُرى له» (¬٢).
وقال ابن عبّاسٍ: بشرى الحياة الدُّنيا: هي عند الموت تأتيهم ملائكة الرّحمة (¬٣) بالبشرى من الله، وفي الآخرة: عند خروج نَفْس المؤمن إذا خرجت يعرجون بها إلى الله، تُزفُّ كما تُزفُّ العروس، تُبَشّر برضوان الله (¬٤).
وقال الحسن: هي الجنّة (¬٥). واختاره الزّجّاج والفرّاء (¬٦).
---------------
(¬١) ت: «سائر» واستظهر في الهامش أنها: «سارّ» كالمثبت.
(¬٢) تقدم تخريجه.
(¬٣) ت: «الملائكة».
(¬٤) ذكره الواحدي في «البسيط»: (١١/ ٢٤٩ - ٢٥٠).
(¬٥) ذكره الواحدي أيضًا: (١١/ ٢٥٠)، وينظر «الكشف والبيان»: (١١/ ٢٤٤).
(¬٦) ينظر «معاني القرآن وإعرابه» للزجاج: (٣/ ٢٦)، و «معاني القرآن» للفراء: (١/ ٤٧١).

الصفحة 9