كتاب مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري

الله- بقوله: " وفي حديث الباب حجة لمن أثبت أن لله صفة وهو قول الجمهور. (¬1)
ولكن ابن حزم -رحمه الله- لمّا أعيته الحيلة في رد هذا الحديث ظهرت عليه ظاهريته فقال: "قل هو الله أحد خاصة صفة الرحمن". (¬2)
وهناك دليل آخر:
فعن ابن عباس -رضي لله عنهما- أن اليهود جاءت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يامحمد صف لنا ربك الذي بعثك، فأنزل الله عز وجل {قل هو الله أحد} الاخلاص 1 فقال هذه صفة ربي عز وجل وتقدس وعلا علواً كبيراً. (¬3)
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما- فيما رواه عنه علي بن أبي طلحة قال: في سورة الإخلاص ". . . وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلاّ له ليس له كفء وليس كمثله شيء". (¬4)
وقال الأوزاعي: كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته. (¬5)
والنصوص عن السلف في إثبات الصفات ووصف الله بما يليق كثيرة جداً. والخلاف في صفات الله تبارك وتعالى حادث بعد عصر الصحابة ولم يكن هناك خلاف بين صحابة رسول
¬__________
(¬1) الفتح 13/ 356.
(¬2) الفصل 2/ 285.
(¬3) رواه البيهقي في الأسماء والصفات 2/ 38. وابن جرير في تفسيره 30/ 221 وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن أبي حاتم 6/ 410، وحسن الحافظ إسناده في الفتح 13/ 356.
(¬4) تفسير الطبري 3/ 223. تفسير بن كثير 4/ 910.
(¬5) الأربعين في صفات رب العالمين للذهبي صـ 42.

الصفحة 138