كتاب مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري

ومجرد النفي ليس فيه مدح ولا كمال؛ لأن النفي المحض عدم محض والعدم المحض ليس بشيء وما ليس بشيء هو كما قيل: ليس بشيء فضلاً عن أن يكون مدحاً أو كمالاً. (¬1)
وقد نبه على هذا الإمام الكناني في مناظرته لبشر المريسي فقال: إن نفي السوء لا تثبت به المدحة، قال بشر: وكيف ذلك، قال: إن قولي هذه الأسطوانة لا تجهل ليس هو إثبات العلم لها. (¬2)
والصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين:
ذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها كالعلم والسمع والبصر والحياة ومنها الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين.
والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئة الله إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا، والمحبة والغضب والرضا.
وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين كالكلام فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً.
وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئة الله يتكلم متى شاء بما شاء. (¬3)
وذهب إلى هذا التقسيم من المتكلمين أبو الهذيل العلاف من المعتزلة والباقلاني من الأشاعرة. (¬4)
¬__________
(¬1) القواعد الكلية صـ 159 والتدمرية صـ 57.
(¬2) الحيدة صـ 46
(¬3) الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 276 والتوحيد لابن خزيمة 1/ 22 وشروح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 3/ 452.
(¬4) انظر مقالات الإسلاميين 1/ 165، والتمهيد للباقلاني صـ 262.

الصفحة 143