كتاب مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري

وذكر ذلك الإمام الطحاوي في عقيدته " وهو مستغن عن العرش وما دونه " وفسر كلامه الشارح احسن تفسير فقال: ذكر بعد ذلك غناه سبحانه عن العرش وما دون العرش ليبين أن خلقه للعرش لاستواءه عليه ليس لحاجته اليه بل له في ذلك حكمة اقتضته (¬1)
قال الذهبي مبيناً كيف اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه كما في الحديث الصحيح في مسند أحمد. " والعرش خلق لله مسخر إذا شاء ان يهتز اهتز بمشيئة الله وجعل فيه شعوراً لحب سعد كما جعل تعالى شعوراً في جبل احد بحبه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: وهذ باب واسع سبيله الايمان (¬2)، وأما من كان سبيله التأويل للعرش كما عند المعتزلة فقد قالوا: أنه يراد به (معنى الملك) كما قال عبد الجبار وقال ان ذلك ظاهر اللغة يقال: مثل عرش بني فلان أي زال ملكهم (¬3) وقد رد كلامه أئمة السلف: من أن العرش سرير الملك كما قال الله عن بلقيس {ولها عرش عظيم} النمل 23.
قال البيهقي رحمه الله: وأقاويل اهل التفسير على أن العرش هو السرير وأنه جسم مجسم (¬4) وقال ابن ابي العز " وأما من حرف كلام الله وجعل العرش عبارة عن الملك فكيف يصنع بقوله تعالى {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية} وقوله {وكان عرشه على الماء} هود 7 ويكون موسى عليه السلام آخذ بقائمة من قوائم الملك هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول. (¬5)
¬__________
(¬1) شرح الطحاوية ص 372
(¬2) سير اعلام النبلاء 1/ 297
(¬3) شرح الاصول الخمسة ص 226
(¬4) الاسماء والصفات 497
(¬5) شرح الطحاوية ص 366

الصفحة 198