كتاب مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري
" ابتداء كلامه سبحانه وتعالى في الفاتحة بالحمد لله رب العالمين يشير إلى تقرير توحيد الربوبية المترتب عليه توحيد الألوهية المقتضي من الخلق تحقيق العبودية (¬1)
وممن قال به أيضاً من المتقدمين الإمام عبد الله بن محمد بن بطة العكبري ... (ت 387) هـ قال في كتابه (الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة).
ما نصه " وذلك أن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاث أشياء:
أحدها: أن يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مبايناً لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعاً.
الثاني: أن يعتقد وحدانيته ليكون مبايناً بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
الثالث: أن يعتقده موصفوفاً بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفاً بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه. (¬2)
وممن قال به من المتقدمين الإمام الحافظ أبى عبد الله محمد بن إسحاق ابن مندة (ت 395 هـ) في كتابه (كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد).
قال محققه: اشتمل على أقسام التوحيد التي ورد ذكرها، الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ثم سرد الأبواب التي نص عليها ابن مندة لذلك. (¬3)
¬__________
(¬1) المرجع السابق صـ 209
(¬2) الإبانة لابن بطة صـ (693 - 694) من القسم المخطوط انظر القول السديد صـ 29
(¬3) التوحيد لابن مندة 1/ 33 - 42 بتحقيق د. علي فقيهي