كتاب مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري
وقال إبراهيم بن هاني سمعت أحمد بن حنبل وهو مختفٍ عندي، فسألته عن القرآن، فقال، من زعم أن أسماء الله مخلوقة فهذا كافر. (¬1)
ومثله عن الإمام إسحاق بن راهويه (¬2) قال، أفضوا إلى أن قالوا، أسماء الله مخلوقة لأنه كان ولا اسم وهذا الكفر المحض لأن لله الأسماء الحسنى فمن فرق بين الله وبين أسمائه أو بين علمه ومشيئته فجعل ذلك مخلوقاً كله والله خالقها فقد كفر. (¬3) وقال أبو الحسن الأشعري -رحمه الله-، " من زعم أن أسماء الله غيره فهذا ضال" (¬4)، وقال أبو داود صاحب السنن “من زعم الاسم غير المسمى، فقد زعم أن الله غير الله وأبطل في ذلك". (¬5) وقد توسع في الرد عليهم عقلياً الإمام الدارمي (¬6) - رحمه الله- في رده على بشر المريسي العنيد. ومثله الإمام اللالكائي (¬7) في شرحه لأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ألزموهم بعدة لوازم باطلة، إذا كان الاسم غير المسمى منها،
1 - إن من أعظم الشرك أن يقال اعبدوا الله اسماً مخلوقاً في قوله تعالى، {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} النساء 36. فتكون العبادة للاسم.
¬__________
(¬1) المصدر السابق 2/ 240.
(¬2) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، عالم خراسان في عصره، أخذ عنه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي، قال الخطيب: إجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد (ت 238 هـ) الأعلام (1/ 292).
(¬3) المصدر السابق 2/ 240.
(¬4) الإبانة للأشعري 2/ 240.
(¬5) شرح السنة للالكائي 2/ 241.
(¬6) عثمان بن سعيد الدارمي، محدث هراة، له باع في الرد على الجهمية (ت 280 هـ) الأعلام (4/ 205).
(¬7) هبة الله بن الحسن بن منصور من فقهاء الشافعية له عناية بتدوي أصول السنة (ت 418 هـ) الأعلام (8/ 71).