كتاب مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري
والرحمن من أسماء الله تعالى ونحو ذلك، فالاسم هنا للمسمى ولا يقال غيره، لما في لفظ الغير من الإجمال. فإذا أريد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فحق، وإن أريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه أسماء، أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم، فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله. (¬1)
والبخاري -رحمه الله- في صحيحه سار على منهج السلف الصالح من أن النصوص الدالة على أن الاسم للمسمى من غير أن يدخل في تفصيل ذلك، فبوب بقوله باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها، وأورد فيه حديث الذكر عند النوم "بسمك ربي وضعت جنبي" وحديث ذكر الله على ما أرسلت إليه كلبك المعلّم، وحديث النهي عن الحلف إلا بالله.
والبخاري -رحمه الله- ساق بعض النصوص، واختلف الشراح في بيان قصده -
رحمه الله- على عدة آراء،
1 - أنه لم يدخل أصلاً في موضوع الاسم والمسمى لأنه كان يرى رأي القائلين بعدم الخوض كمعاصره الإمام الحربي (¬2) وأن الترجمة لبيان كيفية دعاء الله باسماءه.
2 - أن الاسم للمسمى وهو ما انتهى إليه تقرير شيخ الإسلام. (¬3)
3 - أن مقصوده تصحيح القول، بأن الاسم هو المسمى كما نقله الحافظ عن ابن بطال (¬4). (¬5)
¬__________
(¬1) شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز صـ 102.
(¬2) شرح كتاب التوحيد د. عبد الله الغنيمان 1/ 223.
(¬3) الفتاوى 6/ 185
(¬4) علي بن خلف بن عبدالملك من أهل قرطبة، له شرح البخاري (ت 449 هـ) الأعلام (4/ 285).
(¬5) فتح الباري 13/ 391.