كتاب تفسير البغوي - طيبة (اسم الجزء: 4)

سُورَةِ يُوسُفَ
(سُورَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَكِّيَّةٌ (1)) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) } .
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} أَيِ: الْبَيِّنُ حَلَالُهُ وَحَرَامُهُ، وَحُدُودُهُ وَأَحْكَامُهُ. قَالَ قَتَادَةُ: مُبِينٌ -وَاللَّهِ-بَرَكَتُهُ وَهُدَاهُ وَرُشْدُهُ، فَهَذَا مِنْ بَانَ أَيْ: ظَهَرَ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مُبَيِّنٌ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ وَالْحَلَّالَ مِنَ الْحَرَامِ، فَهَذَا مِنْ أَبَانَ بِمَعْنَى أَظْهَرَ.
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} يَعْنِي: الْكِتَابَ، {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أَيْ: أَنْزَلْنَاهُ بِلُغَتِكُمْ، لِكَيْ تَعْلَمُوا مَعَانِيَهُ، وَتَفْهَمُوا مَا فِيهِ.
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} أَيْ: نَقْرَأُ عَلَيْكَ {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} وَالْقَاصُّ هُوَ الَّذِي يَتْبَعُ (2) الْآثَارَ وَيَأْتِي بِالْخَبَرِ عَلَى وَجْهِهِ.
مَعْنَاهُ: نُبَيِّنُ لَكَ أَخْبَارَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَالْقُرُونِ الْمَاضِيَةِ أَحْسَنَ الْبَيَانِ.
__________
(1) قال ابن عباس وقتادة: مكية، إلا ثلاث آيات من أولها، ونقل القرطبي عنهما: إلا أربع آيات. انظر: البحر المحيط: 5 / 277، القرطبي: 9 / 118.
(2) في "ب": يتتبع.

الصفحة 209