كتاب تفسير البغوي - طيبة (اسم الجزء: 4)
(الْبَقَرَةِ -214) أَيْ: جَاءَ الرُّسُلَ نَصْرُنَا (1) .
{فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [قَرَأَ الْعَامَّةُ بِنُونَيْنِ أَيْ: نَحْنُ نُنَجِّي مَنْ نَشَاءُ] (2) . وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ مَضْمُومَةٍ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَفَتْحِ الْيَاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ لِأَنَّهَا مَكْتُوبَةٌ فِي الْمُصْحَفِ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ فَيَكُونُ مَحَلُّ {مَنْ} رَفْعًا عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ. وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى يَكُونُ نَصْبًا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ الْمُطِيعُونَ.
{وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا} عَذَابُنَا {عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ.
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) } .
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ} 188/أأَيْ: فِي خَبَرِ يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ {عِبْرَةٌ} عِظَةٌ {لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ} يَعْنِي: الْقُرْآنَ {حَدِيثًا يُفْتَرَى} أَيْ: يُخْتَلَقُ {وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي} أَيْ: وَلَكِنْ كَانَ تَصْدِيقَ الَّذِي {بَيْنَ يَدَيْهِ} مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} مِمَّا يَحْتَاجُ الْعِبَادُ إِلَيْهِ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ {وَهُدًى وَرَحْمَةً} بَيَانًا وَنِعْمَةً {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .
__________
(1) في توجيه القراءتين والترجيح بينهما، انظر: تفسير الطبري: 16 / 296-311، البحر المحيط: 5 / 354-355، تفسير ابن كثير: 2 / 498-499، دقائق التفسير لابن تيمية: 3 / 301 وما بعدها.
(2) ساقط من "أ".
الصفحة 287