كتاب تفسير البغوي - طيبة (اسم الجزء: 5)

قَالَ مَالِكٌ: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ (1) .
قَالَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ: مَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَقْبَلَ اللَّهُ بِقُلُوبِ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِلَيْهِ حَتَّى يَرْزُقَهُ مَوَدَّتَهُمْ (2) .
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98) }
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ} أَيْ سَهَّلْنَا الْقُرْآنَ بِلِسَانِكَ يَا مُحَمَّدُ {لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ} يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} شِدَادًا فِي الْخُصُومَةِ جَمْعُ "الْأَلَدِّ".
وَقَالَ الْحَسَنُ: صُمًّا عَنِ الْحَقِّ (3) .
قال مجاهد: 10/ب "الْأَلَدُّ": الظَّالِمُ الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ (4) .
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: "الْأَلَدُّ" الَّذِي لَا يَقْبَلُ الْحَقَّ وَيَدَّعِي الْبَاطِلَ. {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ} هَلْ تَرَى وَقِيلَ هَلْ تَجِدُ {مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} أَيْ صَوْتًا "وَالرِّكْزُ": الصَّوْتُ الْخَفِيُّ (5) قَالَ الْحَسَنُ: بَادُوا جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ عَيْنٌ وَلَا أَثَرٌ (6) .
__________
(1) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الشعر باب المتحابين في الله: 2 / 953 والبخاري في الأدب باب الْمِقَةِ (المحبة) من الله: 10 / 461 ومسلم في البر والصلة والأدب باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده برقم (4237) : (4 / 2030) والمصنف في شرح السنة: 13 / 55. وانظر فتح الباري: 10 / 462-463.
(2) انظر: تفسير الطبري: 16 / 133.
(3) أخرجه الطبري: 16 / 134.
(4) الطبري: 16 / 133-134.
(5) كما قال الشاعر لبيد بن ربيعة العامري: فتوجست ذكر الأنيس فراعها ... عن ظهر غيب والأنيس سقامها
انظر: تفسير الطبري: 16 / 135.
(6) أخرجه عبد بن حميد بنحوه. انظر: الدر المنثور: 5 / 547.

الصفحة 258