كتاب تفسير البغوي - طيبة (اسم الجزء: 7)
[وَعَطَاءٌ] (1) : هُمْ أَهْلُ فَارِسَ. (2) وَقَالَ كَعْبٌ: هُمُ الرُّومُ (3) ، وَقَالَ الْحَسَنُ: فَارِسُ وَالرُّومُ (4) . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: هَوَازِنُ وَثَقِيفٌ (5) . وَقَالَ قَتَادَةُ: هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ يَوْمَ حُنَيْنٍ (6) . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، وَمُقَاتِلٌ، وَجَمَاعَةٌ: هُمْ بَنُو حَنِيفَةَ أَهْلُ الْيَمَامَةِ أَصْحَابُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ. (7) .
قَالَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: كُنَّا نَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةِ وَلَا نَعْلَمُ مَنْ هُمْ حَتَّى دَعَا أَبُو بَكْرٍ إِلَى قِتَالِ بَنِي حَنِيفَةَ، فَعَلِمْنَا أَنَّهُمْ هُمْ (8) .
وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: دَعَاهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى قِتَالِ فَارِسَ.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمْ تَأْتِ هَذِهِ الْآيَةُ بَعْدُ. (9)
{تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا} يَعْنِي الْجَنَّةَ، {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا} [تُعْرِضُوا] (10) {كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ} عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، {يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} وَهُوَ النَّارُ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ أَهْلُ الزَّمَانَةِ: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟.
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17) }
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (11) : {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} [يَعْنِي فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْجِهَادِ] (12) ،
__________
(1) ساقط من "أ".
(2) أخرجه الطبري: 26 / 82، ابن كثير: 4 / 191، وزاد السيوطي في الدر المنثور: 7 / 519 عزوه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(3) أخرجه الطبري: 26 / 83، وانظر: ابن كثير: 4 / 191.
(4) أخرجه الطبري: 26 / 82، ابن كثير: 4 / 191، وعزاه السيوطي أيضًا في الدر المنثور: 7 / 519 لسعيد بن منصور وابن المنذر.
(5) أخرجه الطبري: 26 / 83، وانظر الدر المنثور: 7 / 519.
(6) أخرجه الطبري: 26 / 83، ابن كثير: 4 / 191، عبد الرزاق في التفسير: 2 / 226.
(7) أخرجه الطبري: 26 / 83، وزاد السيوطي في الدر المنثور: 7 / 519 عزوه لابن المنذر والطبراني.
(8) انظر: القرطبي: 16 / 272.
(9) أخرجه الطبري: 26 / 83 وقال مرجحًا: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء المخلفين من الأعراب أنهم سيدعون إلى قتال قوم أولي بأس في القتال، ونجدة في الحروب، ولم يوضح لنا الدليل من خبر ولا عقل أن المعني بذلك هوازن، ولا بنو حنيفة ولا فارس ولا الروم، ولا أعيان بأعيانهم، وجائز أن يكون عنى بذلك بعض هذه الأجناس، وجائز أن يكون عني بهم غيرهم، ولا قول فيه أصح من أن يقال كما قال الله جل ثناؤه: إنهم سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد".
(10) زيادة من "ب".
(11) انظر: الدر المنثور: 7 / 521.
(12) زيادة من "ب".
الصفحة 303