كتاب تفسير البغوي - طيبة (اسم الجزء: 7)
سُورَةُ النَّجْمِ مَكِّيَّةٌ (1) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) }
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الْوَالِبِيِّ وَالْعَوْفِيِّ: يَعْنِي الثُّرَيَّا إِذَا سَقَطَتْ وَغَابَتْ، وَهُوِيُّهُ مَغِيبُهُ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الثُّرَيَّا نَجْمًا.
وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: "مَا طَلَعَ النَّجْمُ قَطُّ وَفِي الْأَرْضِ مِنَ الْعَاهَةِ شَيْءٌ إِلَّا رُفِعَ" (2) وَأَرَادَ بِالنَّجْمِ الثُّرَيَّا.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ نُجُومُ السَّمَاءِ كُلُّهَا حِينَ تَغْرُبُ لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ الْجَمْعُ، سُمِّيَ الْكَوْكَبُ نَجْمًا لِطُلُوعِهِ، وَكُلُّ طَالِعٍ نَجْمٌ، يُقَالُ: نَجَمَ السِّنُّ وَالْقَرْنُ وَالنَّبْتُ: إِذَا طَلَعَ.
وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ الرُّجُومُ مِنَ النُّجُومِ يَعْنِي مَا تُرْمَى بِهِ الشَّيَاطِينُ عِنْدَ اسْتِرَاقِهِمُ السَّمْعَ.
__________
(1) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة النجم بمكة. انظر: الدر المنثور: 7 / 639.
(2) أخرجه الإمام أحمد: 2 / 341 و388 بلفظ: (إذا طلع النجم ذا صباح رفعت العاهة) . ورمز السيوطي لحسنه في الجامع الصغير (5 / 454) مع فيض القدير. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 4 / 103 "رواه كله أحمد والطبراني في الصغير ولفظه: "إذا ارتفع النجم رفعت العاهة عن كل بلد" وبنحوه في الأوسط، وفيه عسل بن صفوان: وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويخالف، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح". وأخرجه الإمام محمد بن الحسن الشيباني بسند رجاله ثقات في كتاب الآثار صفحة: (159) ، والطحاوي في مشكل الآثار: (3 / 91) . وأخرجه ابن عدي في الكامل: 7 / 2478. وانظر: مشكل الآثار:3 / 92، شرح مسند أبي حنيفة لملا على القاري صفحة: (141) ، سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني: 1 / 389-390.
الصفحة 397