كتاب تفسير البغوي - طيبة (اسم الجزء: 8)

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْجَوْزَجَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ كُلَيْبٍ الشَّاشِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ، أَخْبَرَنَا مُصَعَبُ ابن الْمِقْدَامِ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَتَتْ عَجُوزٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ: "يَا أَمَّ فُلَانٍ إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا عَجُوزٌ"، قَالَ: فَوَلَّتْ تَبْكِي قَالَ: "أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا" (1)
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشُّرَيْحِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْوَاسِطِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَفْوَانَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً" قَالَ: عَجَائِزُ، كُنَّ فِي الدُّنْيَا عُمْشًا رُمْصًا. فَجَعَلَهُنَّ أَبْكَارًا (2) .
وَقَالَ الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ: هُنَّ عَجَائِزُ الدُّنْيَا أَنْشَأَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى خَلْقًا جَدِيدًا كُلَّمَا أَتَاهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ وَجَدُوهُنَّ أَبْكَارًا. (3) .
وَذَكَرَ الْمُسَيَّبُ عَنْ غَيْرِهِ: أَنَّهُنَّ فُضِّلْنَ عَلَى الْحُورِ الْعِينِ بِصَلَاتِهِنَّ فِي الدُّنْيَا (4) .
وَقَالَ مُقَاتِلٌ وَغَيْرُهُ: هُنَّ الْحُورُ الْعِينُ أَنْشَأَهُنَّ اللَّهُ لَمْ يَقَعْ عَلَيْهِنَّ وِلَادَةٌ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عَذَارَى وَلَيْسَ هُنَاكَ وَجَعٌ
{عُرُبًا أَتْرَابًا (37) }
{عُرُبًا} قَرَأَ حَمْزَةُ وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ نَافِعٍ وَأَبُو بَكْرٍ: "عُرْبًا" سَاكِنَةُ الرَّاءِ، الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا
__________
(1) أخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، صفحة: (141) مع شرح الباجوري وهو مرسل. وعزاه السيوطي في الدر المنثور: 8 / 15 لعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث. وقال الأرناؤوط: فيه المبارك بن فضالة، وهو مدلس، وقد عنعن. انظر: شرح السنة: 13 / 183.
(2) أخرجه الترمذي في تفسير سورة الواقعة: 9 / 183 وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث"، والطبري: 27 / 185. وعزاه ابن كثير: 4 / 292 أيضا لابن أبي حاتم.
(3) انظر: القرطبي:17 / 211.
(4) قطعة من حديث طويل ذكره ابن كثير في التفسير عن أم سلمة: 4 / 292 -293 وعزاه للطبراني. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10 / 418 "رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وفي إسنادهما سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف".

الصفحة 14