كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

وقال ابن القطان مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه يعلى وتبعه الذهبى في الميزان. روى له أبو داود والترمذى والنسائى
(قوله قال عباد الخ) أى قال عباد بن موسى أحد شيخى المؤلف في روايته قال عطاء العامرى أخبرنى أوس الخ أما رواية مسدد عن عطاء عن أوس فلم يبين المصنف أنها بالإخبار أو بغيره
(قوله أوس بن أبى أوس) اسمه حذيفة بن ربيعة بن أبي سلمة بن عمير بن عوف وذهب ابن معين والبخارى في تاريخه وابن حبان وأبو داود إلى أنه أوس بن أوس لكن قال ابن حجر في الإصابة التحقيق أنهما اثنان ومن قال إنهما واحد فقد أخطأ اهـ وقال أحمد في مسنده أوس بن أبى أوس الثقفى وهو أوس بن حذيفة اهـ، روى عن النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعلىّ بن أبى طالب. وعنه ابنه عمر والنعمان بن سالم وعطاء العامرى، روى له أبو داود والنسائى وابن ماجه. توفي سنة تسع وخمسين و (الثقفى) بفتح الثاء المثلثة والقاف نسبة إلى ثقيف أبى قبيلة من هوازن
(معنى الحديث)
(قوله ومسح) عطف على توضأ من عطف الجزء على الكل وفائدته التنبيه على جواز المسح على النعلين ولعل المراد بالقدمين الجوربان فيكون فيه إطلاق اسم الحال على المحلّ والمعنى أنه مسح على الجوربين والنعلين فيكون موافقا للحديث الذى قبله (قال) ابن رسلان هذه الرواية محمولة على الرواية التى قبلها أنه مسح على الجوربين والنعلين ولعل المراد بالمسح على القدمين المسح على الجوربين اهـ وقال ابن قدامة الظاهر أن النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إنما مسح على سيور النعل التى على ظاهر القدم فعلى هذا يكون المراد مسح على سيور نعليه وظاهر الجوربين اللتين فيهما قدماه اهـ (وقال) العينى قوله ومسح على نعليه وقدميه ظاهره يقتضى جواز المسح على النعلين والقدمين لكن المراد منه أنه كان في الوضوء التطوّع لا في الوضوء من حدث يؤيده ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه وترجم عليه باب ذكر الدليل على أن مسح النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على النعلين كان في وضوء تطوّع لا من حدث عن سفيان عن السدّى عن عبد خير عن علىّ رضى الله تعالى عليه عنه أنه دعا بكوز من ماء ثم توضأ وضوءا خفيفا ومسح على نعليه ثم قال هكذا وضوء رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم للطاهر ما لم يحدث. وقال ابن حبان في صحيحه هذا إنما كان في الوضوء النفل ثم استدلّ عليه بحديث أخرجه عن النزّال بن سبرة عن علىّ أنه توضأ ومسح برجليه وقال رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فعل كما فعلت وهذا وضوء من لم يحدث. وقال البيهقى معنى مسح على نعليه أى غسلهما في النعل وهذا أيضا جواب حسن لأنا قد ذكرنا أن المسح قد يجئ بمعنى الغسل، وجواب آخر أن الذى نقل عن النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنه غسل رجليه جمّ غفير والذى نقل عنه أنه مسح على

الصفحة 140