كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

وآخرون، قيل مات في خلافة علىّ بن أبى طالب رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
(معنى الحديث)
(قوله طاف ذات يوم) تقدم أن الإضافة فيه من إضافة العام إلى الخاص ويقال لها إضافة البيان ويحتمل أن لفظة ذات مقحمة. وفى رواية ابن ماجه طاف على نسائه في ليلة
(قوله يغتسل عند هذه الخ) أى يغتسل عند كل واحدة منهن كما صرّح به في رواية ابن ماجه، ولا تنافي بين هذا الحديث والذى قبله لأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ترك الغسل بين الجماعين بيانا للجواز وتخفيفا على الأمة وفعله لكونه أطيب كما ذكر في الحديث. قال النسائي ليس بينه وبين حديث أنس اختلاف بل كان يفعل هذا تارة وذلك أخرى اهـ، وقال النووى هو محمول على أنه فعل الأمرين في وقتين مختلفين اهـ
(قوله ألا تجعله غسلا واحدا) أى ألا تكتفى بغسل واحد عن هذه الاغتسالات، ولعل أبا رافع قال ذلك شفقة منه عليه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مخافة أن يصيبه الضرر من تكرار الغسل "ولا يقال" كيف اطلع أبو رافع على هذا وهو من شأنه الخفاء "لأنه" كان خادما له إذ ذاك يأتي له بالماء
(قوله هكذا أزكى وأطيب وأطهر) أى ما فعلته من الغسل عند كل جماع أزيد في الخير والثواب عند الله وأطيب للقلب وأطهر للبدن، وفى نسخة هذا أزكى الخ
(قوله وحديث أنس أصح من هذا) أى من حديث أبي رافع لأن حديث أنس مروىّ من طرق متعدّدة ورواته أوثق وأثبت من رواة حديث أبي رافع. وأراد المصنف بهذا بيان أن حديث أبي رافع لا يعارض حديث أنس لأنه أصح منه وهذا على ما ظن من التعارض بينهما بناء على أن الحادثة واحدة وقد علمت أنها متعددة فلا تعارض. على أن قوله هذا ليس بطعن وحديث أبي رافع لأنه لم ينف الصحة عنه
(فقه الحديث) دلّ الحديث زيادة على ما تقدم على استحباب الغسل عند كل جماع وهذا مما لا خلاف فيه (من أخرج الحديث أيضا) أخرجه أحمد والبيهقي وابن ماجه النسائى والطحاوى في شرح معانى الآثار

(ص) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، النَّاجِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُعَاوِدَ، فَلْيَتَوَضَّأْ بَيْنَهُمَا وُضُوءًا»
(ش) (رجال الحديث)
(قوله عن أبى المتوكل الناجى) هو على بن دواد بضم الدال المهملة ويقال ابن داود الساجى البصرى، روى عن ابن عباس وأبي سعيد الخدرى وجابر بن عبد الله وعائشة وعنه بكر بن عبد الله المزني وثابت البناني وحميد الطويل والوليد بن مسلم وقتادة وآخرون

الصفحة 284