كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

عند سوق المدينة كما تقدم

(قوله يدعو يستسقى رافعا يديه) فيه دلالة على مشروعية رفع اليدين حال الدعاء في الاستسقاء
(قوله قبل وجهه) أي مقابلة لوجهه ومحاذية له لا يجاوز بهما رأسه
(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه أحمد والحاكم وأخرجه الترمذي والنسائي من حديث عمير مولى آبى اللحم عن آبى اللحم

(ص) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَلَفٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ نَا مِسْعَرٌ عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- بَوَاكِي فَقَالَ "اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ". قَالَ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ.
(ش) (رجال الحديث) (ابن أبي خلف) هو محمَّد بن أحمد بن أبي خلف تقدم في الجزء الثاني صفحة 175.
و(مسعر) بكسر فسكون هو ابن كدام بكسر ففتح تقدم في الجزء الأول صفحة 206.
و(يزيد الفقير) هو ابن صهيب الكوفي أبو عثمان. روى عن ابن عمر وجابر وأبي سعيد. وعنه الحكم بن عتبة ومسعر والمسعودي وقيس بن سليم ومحمد بن أيوب الثقفي وأبو حنيفة والأعمش وغيرها. قال أبو حاتم وابن خراش صدوق. ووثقه النسائي وابن معين وأبو زرعة وابن حبان وقال في التقريب ثقة من الرابعة. روى له البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله أتت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بواكي) بالموحدة المفتوحة وهي الرواية المشهورة ورواية البزار جمع باكية أي نفوس باكية أو نساء باكيات لانقطاع المطر عنهم. وفي نسخة الخطابي رأيت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يواكي بالمثناة التحتية أي يتحامل على يديه إذا رفعهما ومدهما في الدعاء قال النووي والذي ادعاه الخطابي لم تأت به الرواية ولا انحصر الصواب فيه بل ليس هو واضح المعنى وفي رواية البيهقي أتت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم هوازل بدل بواكي
(قوله اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا) بضم الميم أي مطرًا معينًا ومخلصا من القحط
(قوله مريئًا مريعًا) أي هنيئًا محمود العاقبة كثير النفع لا ضرر فيه. ومريعًا بفتح الميم وكسر الراء وسكون الياء من مرع الوادى مراعة صار ذا خصب ويروي بضم الميم من أمرع المكان إذا أخصب. ويروى مربعا بموحدة مكسورة من قولهم أربع إذا أكل الربيع. ويروي مرتعًا بضم الميم ومثناة فوقية مكسورة من قولهم أرتع المطر إذا أثبت ما ترتع فيه الماشية
(قوله فأطبقت عليهم السماء) بالبناء للفاعل أو المفعول أي قال جابر ظهر عليهم السحاب من فوق رءوسهم بحيث لا يرون السماء ثم عمهم المطر الدائم يقال أطبق عليه الشيء إذا جعل عليه الطبق وغطاه به، فالمراد بالسماء السحاب. ويحتمل أن يراد به المطر

الصفحة 10