كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.
(ش) (قوله بات عند ميمونة) وكان ذلك لأن أباه العباس أرسله في حاجة إليه صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم بعد العشاء فلما بلغه إياها قال له النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أي بنيّ بت عندنا هذه الليلة فبات عنده. ذكره محمَّد بن نصر في رواية له عن ابن عباس
(قوله في عرض الوسادة) بفتح العين المهملة ضد الطول. ورواه الداودي بالضم بمعنى الجانب والصحيح الأول. والوسادة بكسر الواو المخدّة المعروفة. وفي رواية محمَّد بن نصر وتوسدت وسادة لهما من أدم محشوّة ليفًا وبتّ عليها معترضًا عند رأسهما
(قوله حتى انتصف الليل الخ) غاية لنومه صلى الله عليه وآله وسلم. وفي رواية البخاري حتى انتصف الليل أو قريبًا منه. وفي رواية له الجزم بثلث الليل الأخير. وفي رواية محمَّد بن نصر فهبّ رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من الليل فتعارّ ببصره إلى السماء ثم تلا هؤلاء الآيات من آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) حتى انتهى إلى خمس آيات منها ثم عاد لمضجعه فنام هويًا من الليل ثم ذهب فتعارّ ببصره في السماء فتلاهن ثم قام إلى شن الخ
(قوله فجلس يمسح النوم عن وجهه الخ) أي يزيل أثر النوم عن وجهه دفعًا للكسل ثم قرأ العشر الآيات أواخر سورة آل عمران ثم قام إلى شنّ معلقة. وأنثها لأنها بمعنى القربة. وفي رواية لمسلم فقام إلى شنّ معلق بالتذكير على معنى السقاء والوعاء. وزاد محمَّد بن نصر في روايته ثم استفرغ منها في إناء ثم توضأ فأسبغ الوضوء
(قوله فقمت إلى جنبه) أي الأيسر فأداره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلى جنبه الأيمن كما في كثير من الروايات. وقوله فأخذ بأذني يفتلها بكسر المثناة الفوقية أي يدلك أذنه لتركه أدب القيام عن يمين الإِمام، وليستحضر أفعال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم.: ولإيناسه في ظلمة الليل وإيقاظه من النوم كما تقدم
(قوله فصلى ركعتين ثم ركعتين الخ) ظاهره أنه سلم من كل ركعتين. ويؤيده ما تقدم عن علي بن عبد الله عن ابن عباس من أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فصل بين كل ركعتين بالنوم والقراءة والسواك والوضوء. وقد وقع التصريح بالسلام من كل ركعتين عند ابن خزيمة من رواية طلحة بن نافع عن ابن عباس وفيها يسلم من كل ركعتين. وقد ذكر الركعتين ست مرات فتكون ثنتى عشرة ركعة
(قوله ثم أوتر الخ) أي بواحدة فيكون كل صلاته ثلاث عشرة ركعة. وقد صرح بذلك في رواية لمسلم عن سلمة عن كريب وفيها قال فتكاملت صلاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ثلاث عشرة ركعة. وفي رواية لمحمد بن نصر ثم صلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ثلاث عشرة ركعة من الليل وركعتيه بعد طلوع الفجر. وفي رواية للبخاري

الصفحة 300