كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

بفتح وسكون وهو الدلو, والأصل فيها أن يستقي الرجلان من بئر فينزع هذا مرة وذاك أخرى ثم استعمل في كل من يكون له الغلبة مرة وعليه أخرى
(قوله ندال عليهم ويدالون علينا) أي تكون لنا الغلبة مرة وعلينا أخرى, يقال أديل لنا على أعدائنا أي نصرنا عليهم وكانت الدولة لنا
(قوله أبطأ عن الوقت) أي تأخر عن الوقت الذي كان يعتاد المجيء فيه. وفي بعض النسخ أبطأ عند الوقت
(قوله طرأ عليّ حزبي) وفي نسخة طرأ على جزئي أي ورد وأقبل, يقال طرأ يطرأ إذا جاء مفاجأة كأنه فجأه وقت كان يؤدي فيه من القراءة, والمراد أنه كان قد أغفل قراءته عن الوقت الذي كان يقرؤها فيه ثم تذكرها فاشتغل بها فتأخر عن الوقت الذي كان يعتاد المجيء فيه إلى وفد ثقيف
(قوله فكرهت أن أجئ حتى أتمه) وفي رواية أحمد فأردت ألا أخرج حتى أقضيه
(قوله كيف تحزبون القرآن) أي تجعلونه أحزابًا وفي بعض النسخ كيف تجزئونه
(قوله قالوا ثلاث الخ) أي أحزابه ثلاث فثلاث وما عطف عليه خبر لمبتدأ محذوف. والمراد أنهم كانوا يجعلون القرآن سبعة أحزاب الأول ثلاث سور "البقرة وآل عمران والنساء" ولم تعد الفاتحة لقصرها, والثاني خمس من المائدة إلى التوبة, والثالث سبع من يونس لغاية النحل. والرابع تسع من الإسراء لغاية الفرقان, والخامس إحدى عشرة من الشعراء لغاية يس والسادس ثلاث عشرة من الصافات لغاية الحجرات, والسابع حزب المفصل من سورة ق إلى آخر القرآن, وكانوا يقرءون في كل يوم حزبًا, وفي رواية أحمد كيف تحزبون القرآن قالوا نحزبه ست سور وخمس سور الخ ولعل لفظ ست في هذه الرواية تصحيف من النساخ والصواب ثلاث كما في حديث المصنف
(فقه الحديث) دل الحديث على مشروعية الانتقال لتعلم الدين. وعلى مشروعية الضياف وحسن إكرام الضيف ومؤانسته. وعلى جواز الحديث بعد العشاء لحاجة. وعلى جواز إطلاق الحزب على بعض القرآن. وعلى الاهتمام بالقرآن والترغيب في قراءته
(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد وأبو داود الطيالسي عن يونس عن أبي داود عن عبد الله بن عبد الرحمن الخ وأخرجه محمَّد بن نصر من طريق المعتمر وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد الأحمر

(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "لاَ يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ".

الصفحة 10