كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ هِلاَلٍ الصَّدَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ "اقْرَأْ ثَلاَثًا مِنْ ذَوَاتِ الرَّاءِ". فَقَالَ كَبِرَتْ سِنِّى وَاشْتَدَّ قَلْبِي وَغَلُظَ لِسَانِي. قَالَ "فَاقْرَأْ ثَلاَثًا مِنْ ذَوَاتِ حم". فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ. فَقَالَ "اقْرَأْ ثَلاَثًا مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ". فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللهِ أَقْرِئْنِي سُورَةً جَامِعَةً. فَأَقْرَأَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ) حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا. فَقَالَ الرَّجُلُ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ". مَرَّتَيْنِ.
(ش) (رجال الحديث) (القتباني) نسبة إلى قتبان موقع بعدن. و (عيسى بن هلال) السليحي الطائي المعروف بابن البراد. روى عن إسماعيل بن عياش ومحمَّد بن حمير السليحي ومروان ابن محمَّد ويحيى بن أبي بكير وآخرين. وعنه أبو داود والنسائي ويعقوب بن سفيان وموسى بن سهل وجماعة, قال النسائي لا بأس به وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أغرب, و (الصدفي) نسبة إلى صدف بفتح فكسر مخلاف باليمن. وقيل من حضر موت
(معنى الحديث)
(قوله أتى الرجل) لم يعرف اسمه
(قوله أقرئني) أي علمني من القرآن ما يكفيني في التعبد
(قوله اقرأ ثلاثًا من ذوات الرا) بلا مدّ أي ثلاث سور من السور التي أولها الر بلا همز وفي نسخة بالهمز وهي سورة يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر
(قوله واشتد قلبي الخ) يريد أنه قل فهمه وكثر نسيانه وثقل لسانه فلا يستطيع أن يتعلم السور الطوال
(قوله اقرأ ثلاثًا من ذوات حم) أي من السور التي أولها حم
(قوله من المسبحات) أي من السور التي أولها سبح ويسبح
(قوله أقرئني سورة جامعة) يعني لأنواع الخير ومختصرة ليسهل عليه حفظها
(قوله فأقرأه إذا زلزلت الأرض) أي سورة إذا زلزلت, وكانت جامعة لما رواه الترمذي والبيهقي والحاكم عن ابن عباس مرفوعًا إذا زلزلت تعدل نصف القرآن. ولأن أحكام القرآن تنقسم إلى أحكام الدنيا وأحكام الآخرة وهذه السورة تشتمل على أحكام الآخرة إجمالًا, قال كعب الأحبار لقد أنزل على محمَّد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم آيتان أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف (فَمَنْ يَعْمَلْ

الصفحة 17