كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)
وقيل ابن يزيد. وقيل سعيد بن الحارث. روى عن عبد الله بن منين. وعنه نافع بن بن يزيد وابن لهيعة. قال ابن القطان والذهبى لا يعرف حاله. روى له أبو داود والشيخان هذا الحديث و (العتقي) بضم العين وفتح المثناة الفوقية نسبة إلى العتقيين وهم عدة قبائل و (عبد الله بن منين) بنونين مصغرًا اليحصبي المصري. روى عن عمرو بن العاص. وعنه الحارث بن سعيد، قال في التقريب وثقه يعقوب بن سفيان من الثالثة. وقال عبد الحق لا يحتج به. وقال ابن القطان لا يعرف حاله. روى له أبو داود وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله أقرأه خمس عشرة سجدة) يعني عليه خمس عشرة آية في القرآن في كل منها ذكر السجدة. ويحتمل أن المراد أقرأه أي أمره أن يقرأ عليه خمس عشرة آية فيها السجدة. قال في النهاية إذا قرأ الرجل القرآن أوالحديث على الشيخ يقول أقرأني فلان أي حملني على أن أقرأ عليه اهـ
(قوله منها ثلاث في المفصل) أي ثلاث آيات في المفصل، وهي قوله تعالى (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) في سورة النجم، وقوله تعالى (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ) في سورة إذا السماء انشقت، وقوله (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) في سورة اقرأ
(قوله وفي سورة الحج سجدتان) عند قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ). وقوله (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) الآية فهذه خمس.
والعشرة الباقية (أولها) خاتمة الأعراف في قولة (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)
(ثانيها) في الرعد في قوله (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)
(ثالثها) في النحل في قوله (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
(رابعها) في الإسراء في قوله (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)
(خامسها) في مريم في قوله (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
(سادسها) في الفرقان في قوله (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)
(سابعها) في النمل في قوله (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
(ثامنها) في السجدة في قوله (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)
(تاسعها) في ص في قوله (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) وهذا علي رأى الجهور، وقالت الحنفية السجود عند قوله (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ)
(عاشرها) في فصلت في قوله (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) وقيل قى قوله تعالى (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ)
(وفي الحديث) دلالة على أن مواضع السجود للتلاوة خمسة عشر موضعًا. وإليه ذهب الليث وإسحاق وابن المنذر وابن سريج من الشافعية وابن حبيب وابن وهب من المالكية ورواية عن أحمد. وذهب أبو حنيفة إلى أن عدد
الصفحة 20
352